أحمد حسن البكر
- نــشــأتــــــه :
ولد احمد حسن البكر في مدينة تكريت العراقية سنة 1914م , و التحق بمدرسة دار
المعلمين الابتدائية , و تخرج فيها سنة 1932م , و بعد تخرجه مارس
العمل في مهنة التدريس , ثم ما لبث أن
تركها بعد 6 سنوات , و التحق بالكلية
العسكرية سنة 1938م في بغداد , و بعد ان انهى دراسته
فيها تقلب في العديد من المناصب العسكرية .
- الاطاحة بالنظام الملكي :
كان عبد الكريم قاسم من كبار القادة في الجيش العراقي , و تمكن بمعاونة زملائه
من القيان بانقلاب عسكري سنة 1958م فأطاح بالنظام الملكي , و قتل في هذه العملية
ملك العراق , و نوري السعيد رئيس وزرائه , ثم اعلنت الجمهورية , و كان أحمد حسن البكر
ممن شاركوا في هذا الانقلاب , و عين بعد نجاحه عضوا
في المجلس العرفي العسكري .
و لما كان عبد الكريم قاسم يميل الى الحكم
المطلق و الانفراد بالسلطة , سعى الى التخلص من
شركائه في الثورة و بخاصة عبد السلام عارف , و في هذه الأجواء
المضطربة قامت حركة فاشلة للاطاحة بعبد الكريم قاسم قادها عبد الوهاب الشواف في
8آذار / مارس 1959م و وجه الاتهام لأحمد حسن البكر بمشاركته في هذه الحركة
الانقلابية , فأحيل الى التقاعد برتبة مقدم , و صودرت جميع امواله .
و أدت سياسة عبد الكريم قاسم الى زيادة السخط
عليه بعد أن انفرد بالحكم , و أقام محكمة قدم
اليها المعارضين لسياسته , كما أثار الفرقة في
الصف العربي بادعائه حقوقا اقليمية للعراق في الكويت , و تحول هذا السخط الى
حركة ثورية أطاحت بعبد الكريم قاسم في 8 شباط / فبراير 1963م و تولى زمام الأمور
عبد السلام عارف .
- البكر رئيسا للوزارة :
كان البكر من الذين أسهموا في اسقاط نظام عبد
الكريم قاسم الذي حكم عله بالاعدام , فكوفئ بعد نجاح الحركة
بترقيته الى رتبة لواء , و توليه رئاسة الوزراء
, لكنه لم يستمر في
منصبه طويلا , فقد
أبعده عنه عبد السلام عارف رئيس الجمهورية , و كان يميل الى ابعاد
عناصر "حزب البعث العراقي" عن تقلد مناصب الحكم , و عين نائبا لرئيس
الجمهورية , ثم لم يلبث أن أبعد عن النيابة الى العمل كسفير في
وزارة الخارجية في سنة 1964م .
تعرض البكر للاعتقال و الاقامة الجبرية في
منزله , ثم أطلق سراحه بعد ذلك , و بدأ في العودة الى
نشاطه السياسي. و ساعده على ذلك وفاة عبد السلام عارف في حادث طائرة سنة 1966م و
تولي أخيه عبد الرحمان عارف الحكم في العراق.
و استطاع البكر بمعاونة حزب البعث العراقي و
بعض ضباط الجيش أن يقوم بانقلاب ضد عبد الرحمان عارف , و يرغمه على التسليم
في 17 تموز/ يوليو 1968م , و مغادرة البلاد. و في
مساء ذلك اليوم انتخب أحمد حسن البكر رئيسا للجمهورية.
- في رئاسة الجمهورية :
و كعادة من سبق البكر في التخلص من الشركاء في
النصر , قام هو أيضا باقصاء عبد الرازق النايف الذي كان
يتولى منصب رئيس الوزراء , و تعاون معه في عملية
اسقاط حكم عبد الرحمان عارف , و أعلن بعد أيام قليلة
من جلوسه على حكم العراق اقصاء النايف و نفيه الى خارج العراق بحجة تصحيح أوضاع
الثورة و مسيرتها , و قام في الوقت نفسه بتولي القيادة العامة للقوات
المسلحة و مهمة تشكيل الوزارة.
و لم يسلم حكم البكر من قيام عدد من المحاولات
الفاشلة للانقضاض عليه و اقصائه عن الحكم , فتمكن من احباط محاولة انقلاب ضده بزعامة العميد
عبد الغني الراوي و عدد من الضباط في كانون الثاني/ يناير 1970م , و نجح في القضاء على
انقلاب اللواء ناظم كزار مدير الأمن العام سنة 1973م , و على أثر فشل هذا
الانقلاب تعززت مركزية السلطة.
و قد واجه العراق في عهد الرئيس البكر عددا من
المشاكل الخارجية و الداخلية , و كان من أهمها مشكلة
الأكراد في شمال العراق , فصدر في 11 آذار/ مارس
1970م بيان أزار لحل القضية الكردية حلا سلميا , و توسيع مساهمة
الأكراد في تولي مناصب الدولة العراقية, و نص على تكوين جمعية
محلية للأكراد, لها حق اصدار قوانين ذات طابع محلي, واختيار الموظفين في
المنطقة الطردية من بين أبنائها. و تضمن الدستور العراقي الحقوق القومية للأكراد, و من بينها الاعتراف
باللغة الطردية لغة رسمية في العراق, و تعيين أحد الأكراد
نائبا لرئيس الجمهورية , و تخصيص ميزانية أكبر
لتعمير الشمال العراقي.
و قد شرعت الحكومة العراقية في تنفيذ الاتفاق
الذي تضمنه بيان أزار , و صدر الدستور المؤقت
سنة 1971م , و هو ينص على كفالة الحقوق الكردية , و عين كردي نائبا
لرئيس الجمهورية , بيد أنه لما طلب من الأكراد تسليم أسلحتهم أخذوا في
المماطلة , و دخلت أطراف أخرى لا تريد الاصلاح فتجددت
الاضطرابات بعد سنتين من الهدوء النسبي.
و في عهده تم التوقيع في بغداد على معاهدة
صداقة بين العراق و الاتحاد السوفياتي في 6 نيسان/ أبريل 1972م , ثم قام الرئيس البكر
بخطوة واسعة في سبيل الاحتفاظ بثروة النفط العراقية المتنامية , فأمم في 1 حزيران/
يونيو 1972م شركة نفط العراق المحدودة , و قد أدت واردات النفط
الى ارتفاع في مستوى الدخل القومي السنوي , أسهم فيه الى حد كبير ارتفاع
أسعار النفط بعد حرب العاشر من رمضان المجيدة. و بمناسبة هذه الحرب فقد شارك
العراق بجزء من قواته في هذه الحرب على الجبهتين السورية و المصرية.
و نجح البكر في توقيع اتفاقية مع ايران بعد
خلافات طويلة سنة 1975م حيث وفق الرئيس الجزائري هواري بومدين في التقريب بين
البلدين , و اعادة ترسيم الحدود بين البلدين في مياه شط العرب.
و في هذا الاتفاق تعهدت ايران بعدم تقديم يد العون و المساعدة للأكراد , و هو ما أدى الى اضعاف
جبهتهم.
- نهاية احمد حسن البكر :
في تموز/ يوليو 1979م تمكن صدام حسين الذي كان
يتولى زماعة حزب البعث العراقي من التخلص من أحمد حسن البكر , و اقصائه من جميع
مناصب الدولة و الحزب , و وضعه في منزله تحت
الاقامة الجبرية حتى وافته المنية في 4 تشرين الأول / أكتوبر 1982م.
محتوى جيد و باسلوب سهل و بسيط
ردحذفتحياتنا لك استاذنا و بالتوفيق.